كلما ارتفع سقف التوقعات زادت خيبه الامل !

بقدر ما تكون التوقعات والآمال مفيدة لأنها توقظ بداخلك الطموح للتطور وتحقيق الأحلام ونيل الأهداف، إلا أن ارتفاع سقفها باستمرار قد يزيد من احتمالات إصابتك بخيبة أمل كبيرة إذا وقف عائق خارج عن إرادتك في طريق تحقيق توقعاتك وآمالك، فتجد نفسك كمن ظل يرتفع حتى وصل إلى قمة السماء ثم وجد نفسه فجأة يسقط بسرعة الصاروخ ليصطدم بمنتهى القوة بالأرض وتتناثر شظاياه في كل مكان.

ولكن ليس معنى تحطم الحلم الكبير أن تيأس وتبقى واقفا مكانك تبكي على اللبن المسكوب، بل ما عليك فعله في هذه الحالة هو أن تتعلم من المثل الذي ضربه أحد خبراء التنمية البشرية لمثل هذه المواقف:

تخيل نفسك طفلا أخذ ينفخ بالونا ملونا حتى أصبح كبيرا وجميلا، وقبل أن يجد الفرصة الكافية ليلعب به ويقضي وقتا سعيدا، جاء طفل آخر حقود، وغرز في البالون دبوسا لينفجر على الفور. هنا أمام الطفل الأول حلان: إما أن يأخذ في البكاء والعويل على البالون الضائع، وإما أن يهدأ سريعا ويترك الفرصة لعقله ليعمل، فيرشده إلى تناول المطاط المتخلف عن البالون الكبير، ومحاولة صنع بالون آخر أصغر حجما منه بطريقة يدوية بسيطة ليلهو به ويسعد ويقضي وقتا جميلا.
إذا تحطم أحد آمالك وخاب أحد توقعاتك،

فهذه ليست النهاية، ربما يكون موت أحد الآمال سببا في ميلاد أمل آخر جديد، وربما يكون الدرس الذي تتعلمه في هذه الحالة أنه كلما قلت توقعاتك، انخفضت فرصة تحطم آمالك، وزادت فرصة تحقيق أهدافك.
قد تقضي فترة طويلة من حياتك في التقرب لإحد الاصدقاء، وتمنحه حبك واهتمامك وثقتك، وتفعل الكثير من أجله، ومع مضي الوقت وازدياد ما تقدمه لذلك الإنسان، يرتفع سقف توقعاتك تجاهه، وتنتظر أن يقوم هو من أجلك بمثل ما تفعله دائما لأجله بدون تردد، ودون أن يطلب هو منك.

لكنك تتفاجئ يوما عند حدوث أحد المواقف أن صديقك الغالي الذي طالما قدمت له الكثير، ليس مستعدا لمنحك من اهتمامه ووقته ومشاعره ورعايته ما يكفي!
وهنا قد تشعر بالندم على كل ما قدمته لهذا الصديق، وقد توجه اللوم لنفسك على سذاجتك وطيبة قلبك التي جعلتك تفترض أن مشاعره تجاهك تماثل ما تكنه له واستعداده للعطاء هو نفسه استعدادك. وبالطبع ستتملكك خيبة أمل كبيرة بعد أن ارتفع سقف توقعاتك بالنسبة لذلك الصديق إلى عنان السماء، ثم اكتشفت أن أفكارك لم تكن سوى سراب.

قد تنتهي علاقتك بذلك الصديق أو تستمر برؤية مختلفة من جانبك، لكن في النهاية الدرس الذي يجب أن تتعلمه هو ألا تتوقع الكثير من الآخرين مهما قدمت لهم، والأهم هو ألا تندم أبدا على خير قدمته في يوم من الأيام، حتى وإن وجدت فيما بعد أنك قد قدمته لمن لا يستحقه، وتذكر المثل الشعبي الذي يقول "اعمل الخير، وألقه في البحر".

إذا توقفت عن توقع أشياء بعينها من الآخرين، ورضيت بما يقدمونه لك أيا ما كان، سيختلف الأمر تماما، وستتعلم الرضا بما تحصل عليه أيا كان.
بتوقعات أقل، ستضحك أكثر من قلبك، وتتفاجئ من أبسط الأحداث في حياتك، وستشعر بسعادة أكبر من أبسط الأشياء.

فمثلا إذا لم تقضي العام الدراسي تحلم بهدية النجاح الكبيرة والغالية التي سيحضرها لك والدك في نهاية العام وبعد ظهور النتيجة، لن تنزعج بعد ذلك إذا اكتشفت أن الهدية التي يمكنه تقديمها لك هي نزهة جميلة مع الأسرة، أو ملابس جديدة وبسيطة. لكن لو امتد سقف توقعاتك لرحلة خارج البلاد أو شراء جهاز كمبيوتر متطور مرتفع الثمن ،
هنا سيحدث الإحباط الكبير، ولن تسعد بهديتك ما دامت قد خالفت توقعاتك الكبيرة.

دائما مميزة ورائعه

استمري فأنا بالقرب انتضر جديدك

لسموك

مرورك اسعدني متغرب

شكرااا لك نورت

هديــــــر

موضوع رائع وقيم

اتمنى لك الاستمراريه في عطائك

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]